مراجعة فيلم The Matrix Resurrections

  بعد ثلاثية الماتريكس التي صدر آخر جزء لها The Matrix Revolutions قبل أكثر من 18 سنوات، واعتقدنا عندها أنه تمت تتمتها، خصوصاً أن الأحداث كانت متكاملة ولم تُشِر على أنها كانت مفتوحة أمام احتمالية أجزاء جديدة. لكن يبدو أن هوليوود تُحب فعلاً أن تحلب البقرة إلى آخر نقطة حليب، فأصدرت لنا هذه السنة جزءاً رابعاً متصل بأحداث الأجزاء السابقة، لكن بعد 60 عاماً في القصة!

ليبقى السؤال المطروح هل كان هذا الفيلم الجديد في مستوى الأفلام السابقة؟ هل فعلاً هذه الثلاثية تحتاج لأن تُمدّد بأجزاء جديدة؟ الفيلم صدر بنفس الأبطال الرئيسيين السابقين من أداء الممثل كيانو ريفز في دور المنشود نيو أندرسون والممثلة كاري آن موس في شخصية ترينيتي. لكن هناك شخصيات لم ترجع لأسباب غير مقنعة سنتعرف عليها، وكان هذا هو أول شيء أنقص من روعة الفيلم. أضف لذلك أمور أخرى لم تكن عند حسن التوقعات سنتعرف عليها كذلك! تابع معي...

قصة فيلم The Matrix Resurrections

تجري أحداث هذا الجزء الرابع حول مبرمج الحواسيب توماس أندرسون المعروف بـ نيو الذي يكتشف أن العالم الذي كان يعرفه ما هو إلا صور وهمية مُصممة رقمياً وأنه لا يتذكر شيء من الماضي وكأن ما يحدث له هو عبارة فقط عن deja-vu. ودائماً ما يأتي الفرج ليستوعب أنه يحيا في العام 2199 أي بعد 60 عاماً من أحداث آخر جزء عام 2003، وأن الحضارة الإنسانية قد انتهت تماماً بعدما فرض الذكاء الاصطناعي والآلات هيمنتهم على الوجود مرة أخرى وحَوّل البشر إلى مصدر للطاقة والاستعباد، ليشرع بطلنا في رحلة تحرير صديقته ترينيتي بمساعدة آخرين.


شخصيات ضعيفة وأخرى مفقودة، سبب في عدم تفوق الفيلم


سنبدأ بشخصية مهمة تم التخلي عليها في هذا الفيلم، وهي شخصية مورفيوس من أداء الممثل لورانس فيشبورن حيث تم تبرير غيابه في الفيلم أن مدة 60 عاماً التي مرت في الأحداث قد توفي خلالها بسبب كبر السن أو شيء من هذا القبيل... الأمر الذي جعل الفيلم يفقد بريقه خصوصاً أن شخصية مورفيوس كانت ركيزة أساسية في الثلاثية الأولى وبدونه سيكون هناك فرق في تقبلك للقصة.
إذا كانت حجة 60 عاماً جعلت من شخصية مورفيوس تتوفى، لماذا لم يلعب كتاب السيناريو على مدة زمنية أقصر مثل 20 أو 30 سنة وسيكون بمقدورهم إرجاعه عندها، لماذا بالضبط 60 سنة وليس 30 مثلاً؟ التخلي عن شخصية مورفيوس كان أكبر خطأ سقطت فيه الكاتبة والمخرجة لانا واتشوسكي.
في الأحداث سنرى شخصية أخرى اسمها مورفيوس ليست بديلة للشخصية الأولى ولكنها مختلفة عنها وأكثر شباباً، من أداء الممثل الأمريكي يحيى عبد المتين الثاني، والتي يمكن اعتبارها أول شخصية في القصة كان أداءها باهتاً غير مقنعاً مقارنة بشخصية مورفيوس الأولى في الأفلام السابقة. معروف على الممثل يحيى عبد المتين الثاني أن له أفلام ناجحة بأداء مبهر، هنا في هذا الفيلم كان ضعيفاً بدون كاريزما قوية، والسبب بطبيعة الحال هو التوجه الضعيف في طريقة كتابة شخصيته ودورها في القصة من طرف كاتب السيناريو.
أبطال الفيلم الممثل كيانو ريفز في شخصية نيو والممثلة كاري آن موس في شخصية ترينيتي لم يكونا مقنعين إلى حد معين! مقارنة بما قدماها في الأفلام السابقة والأثر الذي تركاه في المُشاهد عندها، كانا في هذا الفيلم ضعيفي الأداء للمستوى الذي سيجعلك تعتقد أنهما ممثلين مختلفين في هذا الفيلم.
بالإضافة إلى ما سبق من ضعف في الشخصيات، باقي الشخصيات الثانوية مثل العميل سميث وشخصية المحلل الجديدة هنا، كلها كانت غير مقنعة إلى سيئة تماماً. أعتقد أن الجانب الذي خيب الظن هو الشخصيات غير المقنعة والضعيفة تماماً.


فكرة الفيلم رائعة!


التوجه الذي سلكه كتاب السيناريو في هذا الجزء الرابع بعد كل هذه المدة من أخر فيلم صدر كان مثيرا للاهتمام. تخيل أن بطل الفيلم بعد كل ذلك الصراع الذي خاضه من أجل تحرير العالم من الآلات والذكاء الاصطناعي وقد نجح في تحقيقه فعلا، سيذهب في مهب الريح بعد مدة معينة من الزمن بسبب خطأ ما أو تهور شخص معين، للدّرجة التي سيفقد فيها ذاكرته حول كل ما أنجزه في السابق!
الأمر الذي سيكون على الفيلم البدأ به هو محاولة الأحداث في إرجاع ذاكرة شخصيتنا نيو، ومن ثم إرجاع ذاكرة أصدقائه السابقين وإعادة المحاولة من جديد لكن في زمن اختلف فيه كل شيء عما سبق، فهذه المرة سيتوجب عليك تغيير قواعد اللعبة... فكرة كانت مثيرة للاهتمام أفسدها أداء ممثلين ضعيف جعل من الفيلم يكون الأسوء بين جميع أجزاء أفلام الماتريكس التي أصبحت الآن أربعة.


هل يستحق فيلم The Matrix Resurrections المُشاهدة؟


إذا كنت من عشاق أفلام الماتريكس وعالمها قد تتقبل هذا الجزء الرابع لكنك لن تقتنع به تماماً وستشعر بالفرق بينه وبين ما عشته في الأجزاء الثلاثة الأولى. لكن إذا كنت من الفئة المعاكسة من المُشاهدين ولم تُحب أفلام الماتريكس سابقاً أو لم تشاهدها قط ستشعر أن هذا الجزء هو أتفه وأسوء فيلم صدر هذه السنة، بالخصوص عندما لا تكون مُلِم بفكرة هذه الأفلام والعالم الذي تجري فيه.
رغم ذلك، أعتبره شخصياً فيلم يستحق المُشاهدة فقط بسبب الفكرة التي تناقشها هذه الأفلام خصوصاً الأجزاء السابقة، كيف يمكن للآلة والذكاء الاصطناعي التحكم في البشر خصوصاً ونحن نعيش في زمن تكنولوجي أصبحت في الألة تلعب دور مهم في حياتنا. فكرة خيال علمي متشددة قد تبدو للبعض بعيدة كل البعد عن الواقع، لكنها في نظري مثيرة للاهتمام!

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-