أمُسيَّرٌ الإنسان أَم مُخيَّر؟

أمُسيَّرٌ الإنسان أَم مُخيَّر؟
أمُسيَّرٌ الإنسان أَم مُخيَّر؟

قالوا يا رسول الله بين لنا ديننا كأنا خلقنا الساعة؟ فقال عليه الصلاة والسلام: ما منكم من أحد إلا قد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار قالوا: يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل؟ قال: اعملوا فكل ميسر لما خلق له، أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة،

ثم تلا قوله سبحانه: فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى ۝ وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ۝ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ۝ وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى ۝ وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى ۝ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى [الليل:5-10] رواه البخاري

  • ولي تعقيب ومداخلة أود أنا أطرحها للنقاش

إذا كان أمر الرسول صل الله عليه وسلم اعملوا فكل ميسر لما خلق له

والايه الكريمة تخبرنا أن من أعطى وأتقى.

أي أن هناك فعل يسبق التيسير وهذا الفعل لا بد له من إراده وإختيار والدليل أن هناك من سيختار العطاء والتقوى وهناك من سيختار البخل والاستغناء

ومعنى ذلك أن الإنسان مخير

والدليل الأخر أنه مخير هو قول رسول الله ما منكم من أحد إلا قد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار

والانسان باختياره وعمله يرجح كفة المقعد الذي سيذهب إليه

لذلك أستاذي خليل الانسان مخير ثم ييسر له أختياره وذلك دليل على عدل الله سبحانه وتعالى

  • لإن التيسير بغير تخيير يتحول إلى تسيير وهذا لا يليق. فالله عادل سبحانه وتعالى

💢

إذا كيف يحدث التيسير أو باقي نص الحديث فكل ميسر لما خلق له ولا يتنافى مع أن الإنسان مخير ولا يتنافى مع عدل الله

بعد الكثير من البحث والإطلاع استخلصت النتيجة التالية

  • الإنسان مخير بقلبه ونيته فقط
  1. فإذا أختار القلب الخير يسر الله العقل والجوارح والسبل لمساعدته
  2. وإذا أختار القلب الشر يسر له أيضاً نتيجة لإختياره

والأدلة التي استند اليها في ذلك الاستنتاج عديده

  • 1، عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب))؛ متفق عليه[1].

يتعلق بهذا الحديث فوائد:

الفائدة الأولى: صلاح العمل مرتبط بصلاح القلب، وفساده مرتبط بفساده، يقول الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى: القوم إذا صلحت قلوبهم فلم يبقَ فيا إرادة لغير الله عز وجل صلحت جوارحهم فلم تتحرك إلا لله عز وجل، وبما فيه رضاه.

  • 2، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "تُعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عوداً عوداً فإما من يشربها ومن يرفضها" أخرجه مسلم.

أي أن القلب هو الذي يقرر ويميل أو يرفض

  • 3، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِيمَا يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، قَالَ: "إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ، ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ، فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، وَإِنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ إلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ إلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ، وَإِنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، وَإِنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً". رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ [رقم: 6491]، وَمُسْلِمٌ [رقم: 131]، في "صحيحيهما" بهذه الحروف.

وهنا يخبرنا الرسول صل الله عليه وسلم أن الإنسان لمجرد نيته للخير يؤجر ولو بدون عمل وكذلك إن نوى الشر وأمتنع ولم يفعل يؤجر وذلك دليل اخر على ان الانسان مخير والقلب والنيه هما مصدر الاختيار

  • 4، قال إبراهيم عليه الصلاة والسلام: وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [الشعراء:88-89]

فلا ينجو أحد يوم القيامة إلا أصحاب القلوب السليمة، وما قال: ببدن سليم أو بمظهر سليم! بل قال: بقلب سليم. وهو القلب الذي اجتهد الإنسان لإصلاحه واختار الخير

  • 5، والدليل الأخير أن النبي صل الله عليه وسلم
  • كان يقول في دعائه: "اللهم اجعل في قلبي نورا "
  • ، ويقول في دعائه: "اللهمّ إني أعوذ بك من قلب لا يخشع"،
  • ويقول في دعائه: "اللهم نق قلبي من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس"،
  • ويقول في دعائه: "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك
  • ويقول في دعائه: "اللهم آت نفوسنا تقواها زكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها"

لماذا كل هذا الدعاء للقلب إذا لم يكن هو صاحب الإختيار مع النفس والتي هي مصدر النيه والنّصوص في هذا المعنى كثيرة جدا

✍️✍️

النتيجة والخلاصة في رؤيتي لذلك الموضوع هي

الإنسان مخير بلا شك بقلبه ونفسه التي هي مصدر نيته بما تمليه على القلب

إذاً المعاملة معاملة قلوب أولاً، ومعاملة أعمال ثانياً،

إذاً: كل الجسد يدور حول الملك -القلب- إذا صلح الملك صلحت الرعية، وإذا فسد الملك فسدت الرعية، فالأعضاء جنود، اليد، والرجل، والرأس، واللسان، إذا صلح الملك وهو القلب، صلحت هذه الجنود وهي الأعضاء، فصارت تسعى لما يختاره القلب

وذلك دليل على عدل الله سبحانه وتعالي في حسابه للمخطئ والمحسن

💢💢💢

وختاما رؤيتي لا تتعارض مع إجابة استاذنا الفاضل خليل إنما تفسر الجزء الذي يسبق نظريته بإن الإنسان ميسر

المصادر والروابط

https://www.alukah.net/sharia/0/63686/#ixzz6YIUsriQ

رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/107493/#ixzz6YIVow9xH

http://almoslim.net/tarbawi/285013

رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/25315/#ixzz6YIYeXZop

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-